الصفحة الرئيسية  أخبار وطنية

أخبار وطنية قبلي: الفيلق الثاني الصحراوي، رجال الصحراء دروع للوطن..

نشر في  01 ماي 2019  (16:46)

تفقدوا أسلحتهم وذخيرتهم واجتمعوا بقائدهم وتلقوا الأوامر بإتجاه الهدف، هم عناصر الفيلق الثاني الترابي الصحراوي بولاية قبلي يستعدون للقيام بمهمة عملياتية بعد التأكد من وجود عناصر إرهابية متحصنة داخل منزل بالصحراء.
هذا المشهد هو تمرين إستعرضته أمس الثلاثاء 30 أفريل التشكيلة العسكرية للفيلق الثاني الترابي الصحراوي أمام عدد من الصحفيين في نهاية سلسلة الزيارات التي نظمتها وزارة الدفاع الوطني منذ 21 مارس الفارط على هامش الإحتفال بالذكرى 63 لعيد الجيش الوطني.
يعتمد الفيلق الصحراوي بولايتي قبلي وتوزر في إنجاح مهامه على التدريبات اليومية بأسلوب قريب من الواقع وأيضا على الإستعلامات والتواصل الدائم مع المؤسسة الأمنية والجانب الجزائري ومنه تتبلور الخطة وتتحدد ملامحها.
وفي تمرين الحال تتكون المهمة من 4 مراحل وهي الإستعلامات ثم التوجه إلى الهدف وتطويقه بالكامل ثم التقدم نحوه بإستعمال الذخيرة الحية وأخيرا الإقتحام بعد طلب تسليم المشبوهين لأنفسهم.
كان الصحفيون أمام مشهد يحاكي الواقع في منطقة قلّما شهدت عمليات عسكرية في مواجهة الإرهاب وهذا يعود وفق آمر الفيلق الثاني الصحراوي العميد الحسين عبيدلي لموقع الجمهورية إلى العمل اليومي من تمشيط وإستطلاع وتدخل فوري "فالتعامل مع فضاء صحراوي شاسع المساحة والوصول إلى حدود الجزائر على طول 290 كلم، يستوجب اليقظة والعمل اليومي صباحا مساء لمدة تصل إلى 48 ساعة على الميدان".
ومن قبلي إلى دوز بإتجاه مدخل العرق الصحراوي أو كما يسمى بعرق المرازيق، وهو الفضاء الصحراوي الأكبر في تونس، توغلت سيارات الجيش الوطني بين الكثبان متحدية إرتفاعها وسمكها. هو مشهد لا يمكن أن تعيشه يوميا لأن جل التدخلات الميدانية تقع في عمق الصحراء أين يكون حجم الكثبان أكبر وأعلى في درجة حرارة تصل في الصيف إلى 70 درجة كما وصف ذلك العميد الحسين عبيدلي.
وفي هذا السياق، قدم عدد من العسكريين تمرينا عن إعتراض سيارة تهريب وكيفية تفتيشها وفسر العميد عبيدلي إحدى آليات إحباط التهريب الذي يكاد يكون مستحيلا بقطاع الصحراء لعدة إعتبارات أهمها إحكام سيطرة الجيش على قطاعه إضافة إلى عدم وجود مسلك للتهريب بإستثناء طريق واحدة عبر حزوة أين يقع مهربو المحروقات في قبضة عناصر الفيلق.
التعرف على الفيلق الثاني الصحراوي لا يمكن أن يتجاوز فيه آمره دورية المهاري، وهي العنصر المقاتل الوحيد القادر على تلحف السماء وإفتراش الصحراء لاسبوع في درجات لاهبة تحت الشمس وباردة تحت القمر، وهذه القوة على التحمل تميز أفراد دورية مهاري الجيش الوطني.
تتولى المهاري مهمة الإستطلاع والكشف والتعقب بقلب الصحراء لإستحالة وصول السيارات وذلك لمدة أسبوع يكون فيها العسكري حاملا لمعداته القتالية وأجهزة الإتصال بقاعة العمليات والقيادات إضافة مؤونته التي بدت لنا بسيطة ولكن بالخبرة يعدون منها أكلهم اليومي كالخبز "الملة" و"المرفوسة"...
الفيلق الثاني الصحراوي مهام متعددة ونتائج مشرفة
أنبعث الفيلق سنة 1980 وكان يسمى في تلك الفترة بالفوج وبه 3 وحدات ومتمركز بقبلي. وفي سنة 1995 تمت إعادة هيكلته وانضافت له الوحدات الترابية الصحراوية بتوزر وبرجيم ودوز واليوم يضم وحدة إستطلاع في العمق ووحدة إسناد، وذلك تمشيا مع الوضع العام في تونس وفي العالم بصفة عامة.
ويبعد الفيلق الصحراوي عن تونس العاصمة ب 458 وكم ويغطي ولايتي توزر وقبلي وتحده قابس ومدنين وتطاوين وقفصة أما تقسيمه الجغرافي فهو جبل مطماطة بقابس وجبل طباقة مع قفصة والظاهر وشط الجريد وتحيط به واحات النخيل والعرق الشرقي الكبير اي عرق المرازيق الممتد من الجزائر إلى تونس. من مهام الفيلق إحكام السيطرة على قطاعه والتواجد الدائم عبر توزيع العناصر والدوريات للعمل بالخط الاول لنحو 48 ساعة في اي حالة طبيعية وتوفير المهاري بقلب الصحراء وإسنادها بالمروحية المسلحة مع نقل العناصر الراجلة للتمشيط وتفقد الشريط الحدودي وذلك لمكافحة الإرهاب وتفقد الكهوف والمغاور وهذه المهام ترجم بعضها الفيلق في عمليات وصفت بالإستباقية ونفذت بنجاح ودون خسائر للجيش وكانت في بئر زنيقرة في 2011 وزعفران ونقة في 2013 وبشط الجريد 2014 ومطماطة 2016 وجنعورة 2017.
وتوسعت مهام الفيلق الثاني بتأمين المنشأت البترولية وتقديم التكوين اللازم والتعريف بكيفية العيش في الصحراء لفائدة عناصر الجيش دون إستثناء وأيضا للبعثات من الدول الصديقة والشقيقة وذلك لإحتوائه على مركز تدريب وهذا العمل يهدف إلى إكساب العسكري القدرات اللازمة للعمل بأي مكان في الجمهورية.
ويساهم الفيلق في الإقتصاد الوطني، حيث قام بزراعة 4 الاف نخلة ب7 ضيعات تعود لملكيته ودخل في تجربة جديدة ناجحة وفق العميد العبيدلي وهي زراعة 400 زيتونة.
تجربة موقع الجمهورية مع وزارة الدفاع الوطني إنتهت بنا إلى وصف الجيش الوطني بكلمات ذكرها الشاعر الراحل محمد الصغير أولاد أحمد في قصيدته المشهورة نحب البلاد "نحب البلاد، نحب البلاد كما لا يحبّ البلاد أحد، صباحا مساء، وقبل الصباح، وبعد المساء ويوم الأحد".
نعيمة خليصة